صَوْتٌ بحُلَّـةِ دَرويـشٍ وسُبْحَتِهِ
يُعلِّقُ الصُّبْحَ في المَعْنى بِخَلْوتِهِ
صَلى تَسَاقطُ فجْرٍ في جَوَانبِهِ
تَفِيضُ جُبَّتُهُ وِرْدا بخُطْوتِهِ
ويَجْمعُ اللَّيْلَ فِي كَفٍّ يُرَتِّبُهُ
ضَوْءً منَ الأُفْقِ مَسْلُوبًا بِعُزْلَتهِ
تَنفَضُّ عَتْمةُ أَوْقَاتٍ على يَدِهِ
ومَا تَـلاهُ سِوَى أَوْرَادُ دَمْعَتِهِ
في نَفْسِهِ تَمْتَمَاتٌ تَرْتَدِي لغةً
ولاَ يُفَسِّرُهَا قَامُوسُ وَحْدَتِهِ
ربَّى يَقِينًا عَلى أَبْوابِ أسْئلَةٍ
مِنَ الشُّكُوكِ على أَدْغَالِ جُبَّتِهِ
مَا صَافحَتْ تُرْبةَ التَّقْوَى عَزائِمُهُ
إلاَّ وسالَتْ عُيُونٌ عِند سَجْدتِهِ
تمرُّ منْ شُرْفَةِ الذِّكْرَى
طيُوفُ هُدى تُفْضِي إلَى حِكْمَةٍ
فِي عُمْقِ حَيْرتِهِ
يُدَلِّـل اللَّيْلَ فِي سَجَّادَةٍ وَلَهُ
يدٌ تُفَتِّـشُهُ في رُكْنِ ظُلْمَتِهِ
لا تَرْتَوِي فِي جَبِين الْبَدْرِ غُصَّتُهُ
إلاَّ لَه مُصْحَفٌ.....يَتْلُو بِرِيشَتِهِ
صَوتُ الفَنَاجِيلِ أرْواحٌ؛ مُعَلَّقَةٌ
يُضِيءُ وَحْشَةَ أيَّـامٍ بِبَسْمتِهِ
يَقُومُ خَيطُ أَمَانٍ في دُجى فَمِهِ
يخِيطُ جُرْحَ سكُوتٍ قبلَ شِقْوتِهِ
يَنْمُو جَناحُ مَجَـازَاتٍ يَطِيرُ بهِ
إلى تَضَاريسِ صُوفِيٍّ وَحِكْمتهِ
هُـنَاكَ سِدْرَةُ عِـرْفانٍ تُكَلِّمُهُ
خلفَ النَّواقيسِ في أشْكَالِ لَحْظَتِهِ
بِشَرْبَةٍ من مَعِينِ اللهِ طَافَ طُوى
يَبْني دَهَاليزَ عُـبَّادٍ بِسَكْرَتِهِ
النّارُ سَـادِنةُ الظَّلْماء تَائهةٌ
في كفِّهِ النُّورُ مغمُورٌ بدَهْشتهِ
ليلاً...أصابعهُ الرُّهْبانُ تدْفَعهُ
في يمِّ جلْبَابهِ في بِئْرِ قصَّتِهِ
ويَقْطفُ العُمْرَ
في إصْبَاحَهِ وَمَضًا
يَسِيرُ كَالنَّهْرِ مَمْلُوءً بِنُبْذَتِهِ
خَرائطُ النَّومِ في عَيْنيهِ فَاقَدةٌ
ويَرْسُمُ النّصُ فِيها حُكْم بَلْدتهِ
النَّخْلُ في الصَّدْرِ
بعضٌ منْ غَرائِسِهِ
قد أيْنعَ اليومَ مِنِّي تَمْرُ طَلْعَتِهِ
أنا على مَطْلعِ الأعمَارِ أَبْحَثُني
في خطْوةٍ منْ مَعَانٍ تَحْتَ بُرْدَتِهِ
تَنْهَارُ أجْنِحةُ الأرْواحِ متّشِحا
بِلَونِ جَدِّي شبِيهًا دُونَ سُمْرتِهِ
وأَنْبُتُ الآنَ
منْ غَيْماتِ نَفْسِ أَبِي
أسُوقُ نَفْحَاتِهِ في جِلْدِ خَشْعَتهِ
رُزْنَامَةٌ في حيَاةِ الضَوْءِ أَكْتُبُنِي
على سَحَابٍ بِكَفٍّ من بَصِيرَتِهِ
كَـ "سِنْدَبَادٍ"جَرِيحٍ في مُغامَرةٍ
لِلبحْرِ دَوْرٌ بُطُوليٌّ لرِحْلَتِهِ
الكبوني إبراهيم
رائع شعرك
ردحذفدمت مبدعا
شكرا جزيلا
حذفGood
ردحذف