-->
ارْقُصْ عَلى وَجَعِ القَصِيدةِ تائِهًا لتَظَلّ في زَحْم المَجازِ رشِيدَا

الكـبــوني : شاعر يتغنى خلف لغته الخاصة

الكـبــوني : شاعر يتغنى خلف لغته الخاصة

مسلسل المقابر " إفريقيا"

تَقومُ على لَوْحِ التَّوَاريخِ دَمْعةٌ
فَتَرْوي أَسَاطِيرَ القبُورِ وَتَقْطُرُ

تَلَفَّتَ صَيْحَاتُ الهَيَاكلِ جَمَّةً
تُغَطّي وجُوهَ الْعَابِرينَ وتَبْخَرُ

تَطُولُ عِـنَاقُ البَاكِيَاتِ لبسْمَةٍ
تجَمّدَ في جَوْفِ المَوَاجِعِ تهْذُرُ

وتَشْتَعِلُ الأسْمَاءُ حِينَ تَدُوسُها 
رِمَالٌ منَ الذِّكْـرَى تتِيهُ وتَعبرُ

منَ الْغَمْزَةِ الأُولَى تَمُوتُ حَقيقَةٌ
وتَنْسَلِخُ المَوْتَى على المَوْتِ تَبْحُرُ

ينَامُ ظَلامٌ في الجُفونِ وَتَنْتَهي
متَاهاتُهُ لُغْزًا على اللَّيْلِ تشْخَرُ

فَوانِيسُ تَنْهَبْنَ المجَازَ بريقَهُ 
لتَبْحرَ في وجهِ الليَالي وتَمْخَرُ

طَلاَسِمُ أَبْوَابِ الضَّبَابِ تَحَطَّمتْ
وأَيْدِي عَفَاريتِ الحِكَايَةِ تَسْحرُ

تَفِيقُ ثعَابينُ الكَـلاَم بِرَقْصَةٍ
وتلدَغُ أَقْدَامَ المَعَاني وتَحْذِرُ

هِوَايَةُ أمِّ الجُوعِ.....تُضْمِرُ قِصَّةً
على شَفةُ الأضْلاَعِ تَنْمُو وَتزْهَرُ

جُذُورٌ إلى نَارِ المُعَاناةِ أصْلُهَا
وتَمْتَدُّ منْ جِذْعِ الدِّماءِ وتَنْخرُ

عِظَامٌ وَتَمْشِي في الزُقَاقِ بِرمْسِهَا
يُنادِي إلى ضَوْءِ القَدَاسةِ مُبْصِرُ

***

وجِنِّيِّةٍ 
تخْفينَ تَابُوتَ حُلمِنَا
ونحْنُ كتَابُ الضَّوءِ 
والموتُ مَصْدَرُ

بِـلادٌ كَـأنَّ العَائِدينَ منَ البلَى
 لهم موْطِنٌ فيها إليها ومَهْجَرُ

تُمَزَّقُ أثْـوابُ المُـرُوءةِ كُلّـما
تلُـوحُ أَكَـفٌّ للسَّـلامِ ومِـنْبَرُ

يُؤَوَّلُ تَغْرِيدَ العصَافِيرِ بُومَةٌ 
يُبَعْثرُ أَحْـلاَمَ المَسَاءِ منَقِّـرُ

هنا العازِفُونَ العَارفُونَ تَمَهَّلُوا 
ويَتْلُو مَسَافَاتِ المَعاني مُحَرِّرُ

ونَزْعةُ صُوفِيٍّ تُـرَبِّي وُضُوءهُ
بضَوءٍ منَ الْغَيْبِ البَعِيدِ يُنَوِّرُ

هُنَا تُجْهضُ المَعْنى كَلامًا تخَالهُ 
مُمَهِّـدةَ الوَحْيِ الذِي يَتَسَتَّرُ

تضجُّ أسَاطِيرُ الرُّمُوزِ بِسِرِّهَا
وما عادَ في ظِلِّ الكَرامةِ مَخْفرُ

ومِنْ غَفْلةِ الأولَى؛ تَجِيءُ مَواسمٌ 
ومَا ثَمَّ ريحٌ في التَّوارِيخِ مُنذرُ

ومِنْ جَبْهَةِ الزِّنْجِيّ تَنْبتُ وَرْدَة 
ولا تَبْحَثُوا تِلْكَ الخُرافَةَ تَظْهَرُ

وقَولُ الرُّعَاةِ الشَّاةِ 
ما عَادَ حكمةً 
وَلكِنَّ أسْـفَارَ الحـقُولِ تُفَسِّـرُ

هُنَا يَكْبَرُ الْفَلاَّحُ فِي حلْمِ طِفْلةٍ
وفي لُغَةِ الأَشجَارِ طَبٌّ....مُفَكِّرُ

هُنَا دَوْرةُ الأيَّـامِ تَأكُـلُ كَفَّهَا
ومُسْتَقْبلٌ في الغيمِ وَهْو مُقصِّرُ

هنَا تَشْربُ المِرْآةُ 
منُ وَجْهِ سُمْرةٍ، ويَقْطُرُ 
منْ حِضْنِ السَّمَاوَاتِ أَسْمَرُ

شَفَافِيَّةُ المَعْنَى الذي 
تَرْتَدِي دَمي كخُلْوةِ دَرْويشٍ 
على الدَّجْوِ يُبْصِرُ

ولي مِنْجَلُ الأجْدَادِ أقْطِفُ فِكْرَةً
أَبِي منْ يَقِينِيَّاتِ أَرضِي وَيُخْضرُ

وأتلو كتابَ المَوتِ لستُ مُؤلّفا
تَناثَـرَ في كَفِّ المَـقَابِرِ يُقْبَرُ

الكبوني إبراهيم

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

www.alkabounypoem.com

2016