-->
ارْقُصْ عَلى وَجَعِ القَصِيدةِ تائِهًا لتَظَلّ في زَحْم المَجازِ رشِيدَا

الكـبــوني : شاعر يتغنى خلف لغته الخاصة

الكـبــوني : شاعر يتغنى خلف لغته الخاصة

حضارة مطوية


كَيْفَ ارْتَدَتْكِ
قصِيدَتِي ودَفَاترِي 
مَا مسَّنِي مِنْ جنَّةِ الشُعراءِ

الحَرْفُ يَزْعُمُ 
لا مشَاعرَ عندهُ
والشِّعْر خَيْمةُ تَائِهِ الأُدَبَاءِ

لَمْ يُشْعِلِ التَّأَويلُ
جَذْوَةَ مَنْطِقِي وَتَلَهُّفِي 
يَا جَبْهَةَ السَّمْراءِ

ما عادَ يَفْهَمني الْكَمَانُ
وَنِيَّتي بالأُغْنيَاتِ 
وَرَقْصَةِ البلَهَاءِ

بعد انْسِحَابِ الحَرْفِ
 أُشْعِلُ سُمْرَتِي لغَةً    
" هِرُغْلِيفِيَّةَ "  الأسْمـاءِ

الآنَ أُورِقُ بالكِتَابَةِ 
طَلْسَمًا حَجَرِيَّةَ المَعْنَى
 برَمْزِ رخَاء

جَدِّي 
يُعَلّمُني الهِضَابَ بنَظْرةٍ 
وَيَرَى الخَريفَ بأَعْيُنِ الأشْيَاءِ

ويخيطُ بالمِحْراثِ 
أُمنيةَ القرَى حَتّى إذَا حُبسَتْ
 عُيُونُ سَمائِي

وسَنَابلُ السُّمْرِ الحقُولِ
تَبَخَّرَتْ والْغَيْمُ يَبْخَلُ
لاَ يجُـودُ  بمَاءِ

ويَحُطُّ فَوقَ غَمَامةٍ 
خطأَ الحَصَادِ  ويَحْتَمِي 
في هَضْبةِ الفـقرَاءِ

تأتِي الأسِنَّةُ 
والرّمَاحُ بِحكْمةٍ 
تُبْقي عَلى أمَلٍ 
حياةَ بِدَائيْ

لَمْ أُقْنِعِ الغَابَاتِ 
رَغْمَ تَصَوُّري أَنَّ الحقُولَ 
بِدَايَةُ الإِحيَاءِ

أنَّ الكُهُوفَ 
خَلِيّةُ الإنسَانِ حتَّى...
إنْ تغَيَّرَ كَامل الأعْضاءِ

وَأَكَادَ أَدْرِكُ 
في الفخَارِ نُبُوءةً زِنْجِيَّـةً 
تُوحِي بسِرِّ بقَائِي

ويصيرُ فِينَا مِثْلَ مَا 
مرَّتْ بهم تلكَ الخُرافَةُ 
نُقْطَةَ الغَوغَاءِ

ما زِلْتُ أؤْمِنُ بالطُّبُولِ 
إذَا سَرَتْ وسَتَرْبِطُ الأولادَ 
بالقُدَماءِ

منذُ اخْضِرارِ الكُونِ 
بِعْتُ هُويَّتي وحضَارَتِي
مَطْوِيَّةٌ بِهُرائِي

وخَلَعْتُ جِلْدَ الحَقْلِ 
أَلْبسُ غَيرَهُ مَا عُدْتُ نَفسي
قَدْ بَدَا إغْرائي

شَعْبٌ منَ الأشْجَارِ
 نَفْهمُ بعْضنَا 
في صَيْحَةِ الأَمْراضِ 
بالإيحَاءِ

هَا جَدِّتِي فِي العُشْبِ
 نِصْفُ طَبِيبَةٍ 
مَا كَذَّبَتْهَا حُقْنَةُ الخُبَراءِ

جزء من النص

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

www.alkabounypoem.com

2016