-->
ارْقُصْ عَلى وَجَعِ القَصِيدةِ تائِهًا لتَظَلّ في زَحْم المَجازِ رشِيدَا

الكـبــوني : شاعر يتغنى خلف لغته الخاصة

الكـبــوني : شاعر يتغنى خلف لغته الخاصة

سلة مهملات الذكريات

في سَلَّةِ الذِّكْرَى
 يدٌ وَجْعَى وَتَكْتَنِسُ  الأَسَى 
كمدًا وتَفْرِشُ مقبرةْ

في ركْنِ كلِّ الذِّكْرياتِ
 قُمَامَةٌ لاَ تَفْتحِيها
  فالجِـراحُ  مُدمِّرهْ

تَنْدَى جِراحُ الصُّبْحِ  
حِينَ تَضُمُّنِي
لُغَةٌ عَلَى شَفةِ الهُدوءِ مبَعْثرَهْ

"يعقوبُ" يَسْكُنُ 
في فُؤَادي مذْ دنَا شفقٌ
 يلملمُ في سطُوري معذرةْ

مذْ دمَّرُوا سدَّ الحكاية أيقظُوا 
 "يأجوجَ" 
هذا القلبِ يبحثُ مجْزَرهْ

وهناكَ طفْل الذِّكَرياتِ
 يتيمةٌ في خطوةِ الأولى
 يُراود سَيطَرهْ

ما زَالَ تُغْويهِ ثمَالةُ خطوةٍ 
لم تَكْتَمِلْ  
واليوم يبحثُ تذْكرَهْ

صَوتٌ مِنَ المعنى 
يشقُّ دُرُوبهُ منْ وهْمِ أسْئلَةٍ
 لِيَلْقى الجَوْهرَةْ

يَمْشِي التسَاؤُلُ
في حَنايَا صَدْرِهِ
ويُريقهُ خَطْوُ الليالِي المُقمرَةْ

يَأْتِيهِ منْ نسبِ البَدَاوةِ 
كُلَّما خلعَ الطَّريقُ خُطى
 وعَلّق قَنْطرَةْ

الصُّبْحُ ذاكِرةُ الصِّبا
وفَمُ الطُفُولةِ
 في بَريق عيونه ما أَطْهرَهْ

يَهْفُو قَطِيعُ الذِّكْريَاتِ
 عَلى درُوبِ الأمْسِ 
تحْملهُ السُّكُوتُ لتَعْبرَهْ

أنا قامةُ الألفَاظِ 
في فَنِّ البَدَاوَةِ
 أَنْتَمِي للصَّيْفِ رَأْسِي مُقْفرَةْ

ما زلْتُ تُمْطِرُنِي الحكايَةُ  
لحْظَةً في أَرْضِ نَفسِي 
والقَريحةُ مُمْطِرَةْ

أثَرِي تُزَمِّلهُ مَلائكَةُ المُنَى 
رُؤْيَايَ
نصْفُ المُدْهشَاتِ وثَرْثرَهْ

فِي كُلِّ زاويَةٍ
 لِوَجْهِي نُقْطَةٌ، أَبَدِيُّ شَكْلٍ 
فِي طَرِيقِ القَسْورةْ

في شيبَتِي طفلٌ 
يعَادلُ عمْرُهُ نفَسَ الهلالِ
ويَخْتَفي كي أخْسَرَه

أرعَى "فَضَائِيّاتِ" 
حَقْلِ طَبِيعَتِي
يَغتالني وسَنُ الهمُومِ لمَسْخَرَةْ

في داخِلي حرْبٌ
وَذِكْرَى جَبْهَةٍ والكُلُّ يَغْرِسُ 
في فُؤادي خِنْجَرَهْ

أنَا مَيِّتُ الْمَنْفَى
 يُشَيِّعُ نفْسَهُ فِي شعره
إنّ القَصِيدَةَ مَقْبرَةْ

الكبوني إبراهيم

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

www.alkabounypoem.com

2016