صَمْتٌ يُخَيِّمُ
في الشِّفَاهِ مُحَدِّقًا
كَمَسَاءِ صَحْرَاءٍ يُرَحِّبُ وَدْقَهْ
كَسُكُوتِ
آخِرِ نَجْمَةٍ فَجْرِيَّةٍ تَغْفُو
بِحُضْنِ الضَوْءِ تُظْهِرُ صِدْقَهْ
هُوَ سَاعةٌ
إنْ شِئتَ قُلْ لي لَحْظَةٌ
لِلعَابِرِينَ على الليَالي تَوْقَهْ
نامُوا لِكَيْ
تَبْقَى الكُهُوفُ فَتِيَّةً
وتمُدَّ في عُرْفِ البَدَاوَةِ عِرْقَهْ
لم تَشْبعِ الأوْقَاتُ
مِنْ ضَوْضَائِهِمْ لمْ يَزْرَعُوا
تَحْتَ التَّلاَلةِ شَهْقَهْ
مَرُّوا خِفَافا
والرُّؤَى صَوْتٌ خَفِيُّ الوَطْءِ
في الصَحْراءِ ذَاقُوا عُمْقَهْ
ما ضَمَّدُوا
نَزْفَ الطَرِيقِ لأَنَّهُمْ ثَقَبُوا السَّمَاءَ...،
وَمَا اسْتَعَارُوا زُرْقَهْ
ولأنَّهُمْ قَبْلَ الحِكَايةِ أَسْخَنُوا
عَزْفَ الكَمَانِ وَأَدْمَنُوهُ ذَوْقَهْ
هُمْ عُشْبُ سَافَانَا
يلاطفُ مَوسِمًا لِلرِّيحِ إنْ هَبَّتْ
تُراقِصُ طَلْقَهْ
هُو غَفْلَةُ التَّاريخِ
تُغْلِقُ صَفْحَةً في جَبْهَةِ الزَّنْجِيِّ
تَكْتُمُ حِذْقَهْ
إيمَاءَةُ الغَابَاتِ
تَحْقِنُ مُهْجَتي بِالسُّمْرَةِ الأَنْقى
وتُوقِظُ عِشْقَهْ
أنا ذلك الْقَرَوِيُّ
لَمْ يَنْسَ الخُطَى
في زَمْهرِيرٍ ما وَلَمْلمَ حُرْقَهْ
في شُرفةٍ
والغَيْثُ يَنْخُرُ وَجْهها
أَتْلُو عَلى البوْبَابِ....
أُبْعدُ بَرْقَهْ
ذاتِي الْقدِيمَةُ
في التِّلال تَنَاثرَتْ
والورد حَنَّ إلى الزُّنُوجةِ شَوقَهْ
الكبوني إبراهيم
رائع جدا
ردحذف